الجمعة، 21 أكتوبر 2016

قصص - شرقيون - الإمام أحمد بن حنبل


بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام أحمد بن حنبل


يقول الإمام أحمد بن حنبل واصفًا شيئًا من محنته: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم ثم قال للجلادين: تقدموا فجعل يتقدم إلى الرجل فيضربني سوطين وهكذا، فلما ضربت 19 سوطًا، قام إليَّ وقال: يا أحمد علام تقتل نفسك؟! إني والله عليك لشفيق، أتريد أن تغلب هؤلاء؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم، وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، اقتله؟ فقال المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول" أعطوني شيئًا من كتاب الله, أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول به؛ ليبرهن لهم أنه ثابت على قوله أن القرآن كلام الله غير مخلوق.


فرجع المعتصم وجلس وقال للجلاد: تقدم وأوجع قطع الله يدك، ثم قام المعتصم ثانية، فجعل يقول: ويحك يا أحمد أجبني، فجعل الناس يقبلون عليَّ ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم أجبه؛ حتى يطلق عنك أيدينا. فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب الله، فيرجع، ويقول للجلادين: تقدموا. فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى. فقال أحمد: فذهب عقلي من شدة الضرب.

وبعد الضرب الشديد والسجن، خاف المعتصم أن يموت الإمام أحمد، فيثور الناس عليه، فرفع عنه الضرب وسلمه إلى أهله.

ما الذي جعل الإمام أحمد بن حنبل يصبر على الجلد الذي لا تتحمله الجبال الراسيات؟

ما الذي جعله لا يلين ولا يتراجع عن إصراره وعزمه؟

ما الذي طرد من نفسه اليأس والقنوط رغم أن عدوه قد أحكم عليه قبضته فلا فكاك له منه؟


إنه الأمل وعدم اليأس من روح الله وهكذا المؤمنون يستمدون قوتهم من النور الرباني, حين تدلهم الخطوب من حولهم فرحم الله الإمام رحمة واسعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق