بسم الله الرحمن الرحيم
توماس مانجلسن
عندما تمشي في شارع جيرارد الواقع في مدينة لاهويا في سان دييغو، سترى محلاً جميلاً تزين واجهته صور طبيعية، غاية في الجمال، وستعجب حين تدخل هذا المحل الرائع كيف أن جسمك يرغم على التوقف فجأة!! وعيناك تبدوان وكأنهما مسحورتان!! ولسانك يبدأ يردد سبحان الله، سبحان الله!! ما الذي جرى؟.. إنك بلا شك تقف عند صورة كتب تحتها (صيد اليوم) إنها صورة دب عند مصب النهر يفتح فمه لابتلاع سمكة قفزت فوق الموج.
أتدري أين توجد هذه الصورة؟ إنها في أحد فروع المصور الأمريكي المشهور توماس مانجلسن.. هذه الصورة كان توماس يخطط لالتقاطها مدة أربع سنوات، وعندما قرر التقاط هذه الصورة ومباشرة العمل، ذهب بعدته إلى مصب النهر ونصب خيمته هناك، ثم جلس أسبوعًا كاملاً, حتى ينجح في التقاط صورة واحدة فقط لمنظر تكرره الدببة عشرات المرات كل يوم، منظرها وهي تقف عند مصب النهر بانتظار ابتلاع السمك الذي يقفز فوق الأمواج.. المشكلة كانت عند توماس في سرعة الحدث، كيف ينجح في التقاط صورة تحدث بوقت هو أقل من الثانية، حدث تعجز يد الإنسان عن مجاراته.
قرر توماس أن يخرج كل يوم من الفجر وحتى الغروب لمدة سبعة أيام كاملة؛ لعله ينجح في التقاط صورة واحدة فقط لذلك المنظر الرائع، نصب كاميرته قريبًا في مصب النهر وأخذ يلتقط لهذه الدببة كل يوم عشرات الصور، حتى إذا انتهى من اليوم الأخير، رجع إلى معمل تحميضه ومعه عشرات الأفلام وهو لا يدري أنجح فيما يبغي أم لا؟ وكم كانت فرحته عندما فاز بصورة واحدة فقط من بين مئات الصور لتلك اللقطة الجميلة: Catch of the day.
*تفكير مستمر، وانقطاع عن ملهيات كثيرة، وصبر على خلوة موحشة، وعمل جاد لمدة سبعة أيام من فجرها وحتى غروبها لالتقاط صورة واحدة فقط.. ومن أجل ذلك اشتهر توماس مانجلسن من بين آلاف المصورين وتعددت فروعه؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق