السبت، 8 أكتوبر 2016

قصص - غربيون - دومينيك ماكفي

بسم الله الرحمن الرحيم

دومينيك ماكفي



دومينيك ماكفي، كان في الثالثة عشرة من عمره وكان ذات يوم يتصفح مواقع إنترنت، بحثًا عن موقع شركة بطاقات الائتمان الشهيرة "فيزا"، فكتب حروف موقعها خطأ، viza بدلاً من visa. هذا الخطأ در عليه فيما بعد عوائد مالية قدرها 5 ملايين دولار.


خطؤه هذا جعله يهبط على موقع شركة أمريكية متخصصة في تصنيع عجلات السكوتر scooters التي يمكن طيها وحملها بسهولة، ومثل أي فتى في عمره فلقد أراد واحدة منها بدرجة كبيرة، لكنه لم يكن هو أو والديه ليتحمل نفقات شراء واحدة منها. أظهر دومينيك أمارات النبوغ، إذ أرسل رسالة إلكترونية إلى الشركة يخبرها أنه يستطيع بيع الكثير من هذه الدرجات في موطنه إنجلترا، فقط لو أرسلوا له واحدة مجانًا بالطبع رفضت الشركة الأمريكية، لكنها كانت من الذكاء التسويقي بحيث أخبرت دومينيك أنه لو اشترى خمس دراجات منها، فستعطيه الشركة السادسة مجانًا، لم يضيع دومينيك الوقت، إذ عمد إلى توفير المال حتى جمع ما يكفي لشراء الخمس، عبر شراء الأسهم والسندات وبيع مشغلات الأقراص الصوتية المصغرة لأصدقائه وزملائه ومعارفه.

حصل دومينيك على دراجاته الخمسة، والسادسة الأخرى المجانية، والتي سعد بها جدًا، لكنه عرف أن عليه بيع أولئك الخمسة بسرعة، وهو ما فعله خلال أسبوع واحد، لأصدقائه وأفراد عائلته، وفي الأسبوع التالي باع عشرة منها، واستمر على هذا الحال من وقتها، فهل شكل السن الصغير عائقًا أمام الشاب اليافع؟ بالطبع لا، فدومينيك كان مطلق اللسان مفوهًا، فباع الكثير عبر استعمال الهاتف، كما أنشأ موقعًا له على الإنترنت سرعان ما أصبح متوسط زواره يوميا 30 ألف زائر، وقد باع قرابة 7 مليون دراجة عبر موقعه، وأربع ملايين أخرى عبر القنوات الأخرى!

فيما بعد رأى دومينيك أن بإمكان كل شخص في العاصمة لندن أن يذهب إلى عمله على متن دراجة مثل هذه، وكذلك كل قائد سيارة؛ إذ أن الاختناقات المرورية اللندنية كانت العادة وخلافها من النوادر، كل ما فعله بعدها هو نشر رؤيته هذه بين الناس. أثناء فترات راحة الغذاء اليومية في مدرسته، اعتاد دومينيك الذهاب إلى محطة قطار الأنفاق ليفربول، لتطارده الشرطة بسبب توزيعه لمنشورات دعائية بين جمهور الركاب، والتي كان يلقيها بينما يمضي مسرعًا على متن دراجته السكووتر، في أول الأمر، باع دومينيك الكثير من دراجاته للموظفين التنفيذيين على أنها أدوات لهو وتسلية، لكن فيما بعد بدأ الناس في استعمالها للوصول لأماكن عملهم بسرعة.



ورغم صغر سنه النسبي (19سنة) لكنه يعمل اليوم خبير أعمال لشركة نشر، ويعكف حاليًا على كتابة قصة يتناول فيها تجربته كرجل أعمال ناشئ، كما أنه أيضًا يعمل في مجال بيع المنتجات الصيدلانية، ويدير أنشطة ضخمة لخدمة العملاء عبر الهاتف، أما عن خططه الحالية فهو الترشح لشغل منصب عمدة لندن في الانتخابات المقبلة، ومن بعدها الترشح لشغل منصب رئيس الوزراء، ولا عجب في ذلك، فهناك 11 مليون راكب دراجة يعرفونه جيدًا، فهو من جعلهم يركبون الدراجات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق